أقام عازف الكمان الأمريكي فيليب كوينت المرشح لجائزة جرامي الموسيقية العالمية حفلا مجانيا في موقف لسيارات الأجرة بأحد مطارات ولاية نيويورك الأمريكية مكافأة لسائق تاكسي مسلم أمين، أعاد إليه آلته الموسيقية التي يقدر ثمنها بأربعة ملايين دولار بعدما نسيها في سيارته.
كما منحت سلطة مدينة نيوأرك بالولاية السائق، ويدعى محمد خليل مصري الأصل هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1980 - وساما لإعادته هذه الآلة الموسيقية النادرة.
وقرر عازف الكمان كوينت أيضا تخصيص تذاكر لخليل وأسرته لحضور حفله القادم والذي سيقيمه في نيويورك في الثالث والعشرين من سبتمبر المقبل.
وقال كوينت لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" اليوم الأربعاء: "إن الكلمات تعجز عن وصف حقيقة مشاعري بعد أن أعاد السائق المسلم الكمان لي".
ونسي كوينت الكمان الثمين - وهو من نوع ستراديفاريوس الإيطالي والمصنوع قبل 285 عاما - في أحد التاكسيات صباح يوم 21 أبريل الماضي بعد انتهائه من حفلة موسيقية بمدينة "دالاس".
ولفت النظر إلى أنه "ظل يبحث عن الكمان بغضب شديد في ذلك اليوم، لكنه تذكر أنه نسي الكمان على المقعد الخلفي للتاكسي الذي كان يستقله".
كنز بملايين الدولارات
وعلى الفور أبلغ الشرطة بهذه الواقعة، وعاد إلى موقف التاكسي بمطار نيوأرك ليبرتي، وهو أحد ثلاثة مطارات تخدم مدينة نيويورك، أملا في أن يأتي سائق التاكسي ويعيد إليه الكمان، لكنه توقع في الوقت ذاته أن آلته الموسيقية الثمينة ضاعت للأبد.
وفوجئ كوينت في وقت لاحق باتصال هاتفي من أمن المطار، يبلغه بأن سائقا مسلما يدعى محمد خليل جاء لإعادة الكمان المفقود، فذهب إليه وشكره، ووعده بحفلة موسيقية، أقامها الثلاثاء 6-5-2008 لمدة نصف ساعة أمام نحو 200 سائق بالمطار، امتنانا للسائق المسلم الأمين.
ونقلت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية عن كوينت قوله: "لقد كان وقتا ممتعا.. وحتى الآن أشعر بأنني كنت وسط أصدقائي".
ومن جهته قال خليل (57 عاما) إنه ركن التاكسي بعد أن أوصل كوينت دون أن يعرف أنه ترك بها "كنزا يقدر بملايين الدولارات"، في إشارة إلى الكمان.
ولكن في اليوم التالي فوجئ أثناء تشغيل التاكسي بحقيبة على المقعد الخلفي، فأخذها بدون تردد إلى المطار. وقال للصحيفة البريطانية: "لم أكن أعرف ما بداخل الحقيبة".